اليسع ـ عليه السلام ـ أحد أنبياء بني إسرائيل ، من نسل يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم الخليل عليهم السلام .
وقد ذكره الله في كتابه مرتين :
قال تعالى: ( وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ ) سورة الأنعام / 86.
وقال سبحانه : ( وَاذْكُرْ إِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَذَا الْكِفْلِ وَكُلٌّ مِنَ الْأَخْيَارِ ) سورة ص / 43 .
ويقال : إنه كان قد نشأ على يدي إلياس عليه السلام ، وكان مستخفيا معه بجبل قاسيون ، فلما رفع إلياس ، خلفه اليسع في قومه ، ونبأه الله بعده .
ويروى عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ ، قَالَ : " كَانَ بَعْدَ إِلْيَاسَ ، الْيَسَعُ - عَلَيْهِمَا السَّلَامُ - فَمَكَثَ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَمْكُثَ ؛ يَدْعُوهُمْ إِلَى اللَّهِ ، مُسْتَمْسِكًا بِمِنْهَاجِ إِلْيَاسَ وَشَرِيعَتِهِ ، حَتَّى قَبَضَهُ اللَّهُ ، عَزَّ وَجَلَّ " انتهى ، أورده ابن كثير في " قصص الأنبياء "
وينظر " تاريخ الطبري " المنتظم " لابن الجوزي .
ويقال : إن من المعجزات التي أيّد الله بها اليسع : أنه أحيا الموتى ، وأبرأ الأكمه والأبرص ، واستيبس له نهر الأردن فمشى ، كما وردت به الكتب الإسرائيلية ، والله أعلم بصحة ذلك ، ينظر الجواب الصحيح لابن تيمية .
والواجب على المسلم الإيمان بما جاء صحيحا عن الأنبياء والمرسلين ، وأنهم بلغوا جميع ما أرسلوا به على الحال المرضي الذي أمرهم الله به ، وما عدا ذلك من الآثار الضعيفة والإسرائيلية فلا يوثق بها ، ولا يحتج بها ، لكن لا بأس في أخذ العبرة والعظة منها ، ما لم تخالف شيئا ثابتا في الكتاب أو السنة.
قصتة
عندما رفض الركوب اليسع الدابه مع سيدنا الياس وقال اليسع ان الله لم يأمرنى بركوبها ، من هنا ترك سيدنا الياس النبوه لسيدنا اليسع عليه السلام و أمر الله عز وجل سيدنا اليسع ان يذهب الى مدينه اريحا ليدعوا بنى اسرائيل لعباده الله سبحانه وتعالى ، واتجه بالفعل سيدنا اليسع الى مدينه اريحا لكن وهو فى الطريق قابل نهر الاردن (البحر الميت الان ) .
بداء ينظر سيدنا اليسع كيف يعبر هذا البحر فلم يجد اى شيء لينقله هنا دعاء سيدنا اليسع عليه السلام الله انه يعينه ليعبر هذا البحر فاستجاب الله سبحانه وتعالى لسيدنا اليسع وأمره ان يخلع عبائته ويلقيها بالبحر فتحول البحر لماده شبه يابسه لكى يمشي بها سيدنا اليسع دون ان يغرق ويعبر البحر .
وعندما وصل سيدنا اليسع عليه السلام الى الناحية الاخرى من البحر وجد بشر كثيرين ينظروا اليه ويرونه وهو يسير على البحر ، الكل كان مندهش ومتعجب وكلهم أمنوا بسيدنا اليسع وبعباده الله سبحانه وتعالى وتركهم سيدنا اليسع واتجه الى مدينه اريحا وقبل ان يصل سيدنا اليسع كان خبر معجزته وسيره على البحر فى كل انحاء مدينه اريحا .
عندما وصل سيدنا اليسع الى مدينه اريحا وجد كل اهل المدينه يستقبلوه استقبال الانبياء ، وأمنوا بالله سبحانه وتعالى وبنبيه سيدنا اليسع .
هنا استقبل رجل غنى جدا سيدنا اليسع بمنزله الكبير ، وكان هذا الرجل يسكن مع زوجته وعاش معهم سيدنا اليسع ، مرت ايام كثيره وكان سيدنا اليسع يعلم بنى اسرائيل بمدينه اريحا عباده الله والتوراه وكان يحبه شعب مدينه اريحا ويؤمنوا بنبوته .
وفى يوم من الايام ذهب مجموعه من شعب مدينه اريحا الى سيدنا اليسع وقالوا له ، يا نبى الله مدينه اريحا مدينه جميله وهوائها جميل ونظيف جدا وارضها وكل ما بها جميل ونحن بنى اسرائيل نحمد الله على مدينه اريحا لكن بهذه المدينه يوجد عيب واحد وهو ان مائها رديئه جدا غير نظيفه لا نستطيع ري الاراضى الزراعيه ولا الشرب منها ، فيا ايها النبى الكريم اوجد لنا حل لنظافه مياه مدينه اريحا ، هنا دعاء سيدنا اليسع عليه السلام الله عز وجل ان يعينه فى نظافه مياه مدينه اريحا فاستجاب الله سبحانه وتعالى لسيدنا اليسع واوحى له ان ياخذ اناء به كميه كثيرة من الملح ويتجه لعين معينه للمياه بمدينه اريحا ويلقى بها الملح ، بالفعل هذا هو الذى حدث وتحولت المياه بمدينه اريحا لمياه نظيفه وصالحه للشرب ايضا .
ومرت ايام وشهور كثيرة وسيدنا اليسع يسكن مع الرجل وزوجته فى منزلهم الكبير ، لكن سيدنا اليسع كان يشعر بحزن الرجل وزوجته انهم لم يرزقوا بالاطفال منذ زواجهما من سنين كثيرة ، هنا قرر سيدنا اليسع ان يدعوا الله سبحانه وتعالى بان يرزق الرجل وزوجته بمولود ، بالفعل استجاب الله عز وجل لدعاء سيدنا اليسع واتجه سيدنا اليسع الى الرجل وزوجته وبشرهم بان الله سوف يرزقهم بطفل فاصبح الرجل وزوجته فى قمه السعاده والفرحه واكثروا من الحمد لله والشكر لله وحده ، بعد مرور عده شهور رزقوا بالطفل .
وبعد مرور 6 سنوات والطفل يكبر امام ابيه وامه والفرحه تنتشر ببيت العائله الكريمه ، هنا اصاب المرض الطفل حتى فقد حياته وتوفى الطفل واصبح الرجل وزوجته فى حزن شديد جدا ويأس وقلوبهم مكسورة لفقدان ابنهم وعندما جاءوا لدفن الطفل ، ذهب سيدنا اليسع وهو يشعر بمدى حزن العائله ووضع يده على دماغ الطفل ودعاء الله سبحانه وتعالى ان يحي هذا الطفل فاستجاب الله عز وجل لدعاء سيدنا اليسع ورجعت الروح للطفل مره ثانيه .
مرت سنوات كثيرة على سيدنا اليسع عليه السلام وهو يسكن فى مدينه اريحا مع بنى اسرائيل وكبر بالعمر ، هنا اوحى الله عز وجل لسيدنا اليسع ان يختار خليفه له من بنى اسرائيل ، فجمع سيدنا اليسع قوم مدينه اريحا فى ساحه كبيرة جدا وقال لهم ( ايكم يكفل لى ان يصوم النهار ويقوم الليل ولا يغضب ) هنا نظر كل بنى اسرائيل فى مدينه اريحا الى سيدنا اليسع ولا احد تحدث الا شخص واحد هو شاب متواضع وبسيط جدا وقال الشاب انا اكفل لك هذا .
فكرر السؤال مره اخرى سيدنا اليسع ، لكن لا احد تكلم الا هذا الشاب وقال انا اكفل لك هذا ، هنا تركهم سيدنا اليسع عليه السلام وذهب الى المنزل وهو يفكر من يكون خليفته من بعده وقرر سيدنا اليسع ان يجمعهم ثانيا فى اليوم التالى .
فى اليوم التالى وامام قوم بنى اسرائيل سأل سيدنا اليسع نفس سؤاله ( ايكم يكفل لى ان يصوم النهار ويقوم الليل ولا يغضب ) نظر كل بنى اسرائيل فى مدينه اريحا الى سيدنا اليسع ولا احد تحدث الا نفس الشاب ويقول انا اكفل لك هذا .
فقرر سيدنا اليسع ان يوافق على هذا الشاب واخذه وبداء يعلمه بعض التعاليم ليجعله خليفته فى النبوه بعد وفاته .
توفى سيدنا اليسع عليه السلام فى عمر 96 عام كما ذكر بالتوراه والله اعلم وايضا لا احد يعلم اين دفن سيدنا اليسع ولا يوجد دليل على قبرة فى الاوجام بالقطيف وتم نفى ذلك .