قال تعالى في سورة مريم : (( وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَّبِيًّا )).
( معاني الأخبار ) عن أبي عبدالله (ع) قال: إن إسماعيل الذي قال الله عز وجل في كتابه ( وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَّبِيًّا )لم يكن إسماعيل بن غبراهيم , بل كان نبياً من الأنبياء , بعثه الله عز وجل إلى قومه , فأخذوه وسلخوا فروة رأسه ووجهه , فأتاه ملك فقال: إن الله جل جلاله بعثني إليك فمرني بما شئت , فقال: لي أسوة بما يصنع بالحسين.
وفي (قصص الأنبياء) عن الصادق عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن أفضل الصدقة صدقة اللسان تحقن به الدماء وتدفع به الكريهة وتجر المنفعة إلى أخيك المسلم. ثم قال صلى الله عليه وآله : إن عابد من بني إسرائيل الذي كان أعبدهم , كان يسعى في حوائج الناس عند الملك , وانه لقي إسماعيل بن حزقيل , فقال لا تبرح حتى أرجع إليك يا إسماعيل فابقى عند الملك فبقى إسماعيل إلى الحول هناك , فأنبت الله لإسماعيل عشباً , فكان يأكل منه وأجرى له عينين وأظله بغمام. فخرج الملك بعد ذلك إلى التنزه ومعه العابد , فرأى إسماعيل , فقال: إنك لها هنا يا إسماعيل ؟ فقال له: قلت لا تبرح , فلم ابرح. فسمي صادق الوعد.
قال: وكان جبار مع الملك كذب هذا العبد , قد بربرت بهذه البرية فلم تقول اني هاهنا , فقال له إسماعيل : إن كنت كاذباً فنزع الله صالح ما أعطاك. قال: فتناثرت أسنان الجبار , فقال الجبار إني كذبت على هذا العبد الصالح , فاطلب أن يدعو الله أن يرد أسناني فإني شيخ كبير , فطلب إليه الملك فقال: إني أفعل , قال: الساعة ؟ قال: لا. قال: وأخره إلى السحر , ثم دعا , ثم قال: إن أفضل ما دعوتم الله بالأسحار. قال الله تعالى : ( وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ )
وفي حديث آخر : أنه عليه السلام قال لمن وعده : لو لم يجئني لكان منه المحشر , فأنزل الله : (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ ).
(كامل الزيارة) بإسناده إلى بريد العجلي قال: قلت لأبي عبدالله عليه السلام يابن رسول الله أخبرني عن إسماعيل الذي ذكره الله في كتابه حيث يقول : ( وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ ). أكان إسماعيل بن إبراهيم فإن الناس يزعمون أنه إسماعيل بن إبراهيم , فقال عليه السلام إن إسماعيل مات قبل إبراهيم وأن إبراهيم كان حجة الله على خلقه , فإلى من أرسل إسماعيل إذا قلت فمن كان ؟ قال إسماعيل بن حزقيل النبي , بعثه الله إلى قومه فكذبوه وقتلوه وسلخوا جلدة وجهه. فغضب الله عليهم , فوجه سطاطائيل ملك العذاب , فقال له: يا إسماعيل أنا ملك العذاب وجهني رب العزة إليك لأعذب قومك بأنواع العذاب إن شئت فقال له إسماعيل : لا حاجة لي في ذلك يا سطاطائيل.
فأوحى الله إليه : ما حاجتك يا إسماعيل ؟ فقال إسماعيل : يا رب انك أخذت الميثاق لنفسك بالربوبية ولمحمد بالنبوة ولأوصيائه بالولاية وأخبرت خلقك بما يفعل بالحسين بن علي من بعد نبيها , وإنك وعدت الحسين أن تكرّه إلى الدنيا حتى ينقتم ممن فعل ذلك به , فحاجتي إليك يا رب أن تكر بي إلى الدنيا , حتى أنتقم ممن فعل بي كما تكر الحسين (ع) فوعد الله إسماعيل بن حزقيل ذلك. فهو يكر مع الحسين بن علي عليهما السلام.